السبت، 6 يناير 2018

أبناء جبل حبشي يعيدون عقارب الساعة إلى الوراء..!

وتحت شعار: " معاً نحو النجاح... رصف الطريق العام... جبل حبشي.. من أجل الوطن .." د. علي العسلي أول ما تبادر لذهني وأنا أرغب في الكتابة عن رصف الطريق المؤدية من الخلفة مروراً بالمحمل ثم المرجوم في عزلة المراتبة جبل حبشي ،والتي اصبحت الطريق العام الوحيد لأغلب أبناء جبل حبشي وباقي محافظة تعز والمسافرين الأخرين ،حيث كانت هذه المسافة الصغيرة هي اصعب من كل المسافات بوعورتها وخطورتها وتأخيرها للمسافرين ولإسعاف المرضى والمحتاجين، فقد انجزت في وقت قياسي و في هذه الظروف الاستثنائية ،لأن الذين انجزوها هم أناس استثنائيين ايضاً ،فقررت الاجابة عن السؤال الآتي: بما يذكرك ما يجري من رصف الطريق الوعرة في عزلة المراتبة جبل حبشي..؟!؛ بحثت وفتشت عن الذكرى فوجدتها في سياق هذا الحديث..! ؛ لقد ابدع واخترع مغتربو عزلة المراتبة جبل حبشي ؛ وبالاستئناس بفكرة تداعي شباب الربيع العربي في ثوراتهم المباركة عندما خطط شباب الأمة لمقاومة الظلم والنزول للشارع احتجاجاً على الحكام وانظمتها الفاسدة وديكتاتوريها المتسلطين ، خطط ورتب النشطاء افتراضيا في قنوات التواصل الاجتماعي ،ثم نزلوا وتعرضوا للأذى وقاوموا ،فتداعى بعد ذلك الملايين واصبحت الحشود كذلك بالملايين..؛ أبناء عزلة المراتبة المغتربون كونوا لهم مجموعة للتواصل وصمموا لها شعار سبق ذكره ،فابتدأوا بعدد محدود من المبادرين المهتمين كما فعل ثوار الربيع ،ثورة للبناء وفعل الخير واحــداث التــغير في التفكير والسلوك بشكل عمــلي ،فأنجزوا رص الطريق الشديدة الوعورة في ظل غياب الدولة..!؛ من أول ما يتعلم في علم الحياة مقولة:(الحاجة أم الاختراع) ، وتنطبق هذه المقولة بكل معانيها وتفاصيلها على تجربة التعاون الأهلي للتطوير الذي قام بها أبناء الشعب اليمني في مختلف أرجاء اليمن بدعم ومساندة رجل التعاون الأول الرئيس الفذ الشهيد إبراهيم الحمدي، وينطبق الآن على شباب ورجال جبل حبشي المغتربين والمقيمين على حد سواء ، فالعمل التعاوني مترسخ في وجدانهم وسلوكهم في الماضي والحاضر وفي المستقبل بإذن الله تعالى ...! يقول المقدم الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي عن تجربة التعاونيات : إ نني اعتبر تجربة التعاونيات وهيئات التطوير تجربة إنسانية تستحق أن تضاف إلى تجارب الشعوب .. إنها تجربة عطاء إنساني قدمها إنسان الريف اليمني المتحمس للثورة والمقدر لظروفها. ثم هي مثار اعتزاز تستحق أن يفخر بها كل يمني لأنها تؤكـد أن مواطنينا يقدرون الظروف الصعبة والمشاكل ، ويبادرون بإمكانياتهم المتواضعة إلى حلها" ؛ نعم! شكراً لك أخي عبد السلام الهاشمي ومحمود غالب وميثاق الحمودي ،ووليد غالب وابو تركي الهرش وكل المتحمسين والمتبرعين الأخرين ،شكراً لكم لأنكم ترجمتم مقولة الرئيس الحمدي (رحمة الله عليه ) على ارض الواقع ،واقمتم خدمة للناس سيدعون لكم ما بقيت هذه الطريق مرصوصة..! ؛ المهجر وفوائده: من فوائد المهجر خصوصاً في مثل هكذا ظروف، وتوقف الرواتب ،هو ما يتفضل به المغترب من زيادة فضل على اهاليهم وأصدقائهم للحفاظ على البقاء كرماء من غير استجداء من احد ،ومن فوائد المهجر كذلك تنفيذ مثل هذه الافكار التي نحن نكتب عنها ، فلقد أظهرت هذه الفكرة عند المناقشة المهتمين والمرتبطين روحياً وعقلياً واحساساً بوطنهم وهم مغتربون بعيدون عن الأهل والوطن، وهم يرونه بهذا الحال البئيس ،فتدفقت مشاعرهم واحاسيسهم الراقية والمقدرة من قبلنا نحن أبناء الناحية ،حيث أثبتوا بهذه المبادرة الأكثر من رائعة بأنهم فعلاً مدركين ويأنون ويتألمون كما يأن ويتألم المقيم هنا في جحيم هذا الذي يجري في اليمن الشقي بمن أوصلوا البلد لهذا الحال ،فالمغترب عادة يتألم ألمين: ألم الفراق والغربة ؛ وألم العجز عن انقاذ ما يمكن انقاذه ،بل ويزيد أنينهم بما يتناقله الاعلام من مشاهد مروعة احياناً ومبالغ فيها في كثير من الاحيان..؛ إن ما يعانيه الشعب اليمني عموماً قد فاق كل الاحتمال ،وقد اثبت اليمنيون صبرهم والذي فاق الخيال ايضاً..!؛ ناقش المبادرون كل ذلك، وفتشوا في إرشيف اليمنين من خصال وطباع وصفات يمكن من خلالها مساعدة أهاليهم وقراهم وكذا المستفيدين الأخرين ،فيما قد يقررون من تقديم العون و المساعدة..!؛ بعد أن ناقشوا وجدوا أن الطرق باتت شديدة الوعورة ،ازهقت بحوادثها ارواح عزيزة ، وتضاعفت المعاناة أكثر عند المريض والفقير ،فقد ارتفعت تكاليف النقل أضعاف مضاعفة مما كانت عليه قبل الانقلاب وقبل حصار تعز ،وكذلك فإن السائقين يتذرعون بطول المسافة وصعوبة بعضها ..؛ حيث كان المسافر يصل الى قراه في جبل حبشي البعيدة من تعز بالكثير بنصف ساعة أو ساعة إلا ربع على الأكثر ؛ فأصبح يحتاج من تعز إلى جبل حبشي القريبة من تعز أو إلى تعز من تعز ،اصبح يصل اليها عند انقطاع خط الضباب إلى أكثر من ست إلى سبع وثمان ساعات ،مضاف لكل هذا انعدام البترول ، وباستحضار أن الطريق العام لجبل حبشي قد تقاسمها أبناء جبل حبشي وشقوها بأيديهم عندما ألهب حماسهم التعاوني الأول الشهيد ابراهيم.. فقرر المبادرون واصحاب الفكرة وفي الطليعة منهم: الاستاذ عبد السلام الهاشمي رئيس للجنة الادارية هو وأبو تركي الهرش صاحبا الفكرة ،ولا ننسى الاستاذ / محمود حسن غالب والذي اصبح رئيس اللجنة المالية وبعضوية المحاسب المالي عبد السلام حسان في الرياض، بعد نضج الفكرة ،ومن أكبر الداعمين المشجعين للفكره والتنفيذ مساعد احمد محمد قحطان وآخرون ..؛ وتشكلت كذلك لجنة فنية برئاسة المهندس / وليد الاستاذ الصغير،. و ترجم هذا الجهد بتشكيل فريق ميداني وتنفيذي بقيادة المشرف والمقاول عماد الهرش،أما مهندس المشروع فهو: محمود سليمان حسان ،والمحاسب المالي في موقع المشروع الاستاذ أبو الحسن الحمودي المتعاون دوماً والغني عن الذكر ..؛ هذه الفكرة ومناقشتها والاستحضار..؛ ولد القناعة عند المتبرعين بناجعتها فتبرعوا بسخاء ،هذه التبرعات جمعت من أكثر من 200 مغترب ،بوركت جهودكم وتبرعاتكم وعوضكم الله من عنده ..؛ ارسل المبلغ فتم التعاقد مع المقاول، نفذ ما يقارب الخمسين في المائة وفق اجراءات محاسبية نظامية ، الطموح مازال كبيراً والاصرار والعزيمة متوفرين لاستكمال رص كل الطرق الوعرة والوصول إلى " خيسعة" ،الهمة عالية ،والنجاح متحقق ،والعزيمة والثقة من الجميع متوفرة ، والأهالي يدعون للمتبرعين، ويشكرونهم فرداً فرداً، هكذا الظروف الصعبة تجعل الناس متكافلين ومبادرين ومضحين..! ؛ في الختام.. الشكر كل الشكر لأبناء المراتبة جبل حبشي المغتربين وفي المقدمة منهم الاخ الاستاذ/ عبد السلام هاشم الحمودي الذي كان له وأبو تركي الهرش الفضل في انجاز هذا المشروع للوجود فلهما التحية والاعتزاز والتقدير منا جميعا نخباً وأهالي ،وهي موصولة لكل المساهمين والمشرفين واللجان والمتبرعين كل باسمه وصفته.. نعم ! نستطيع أن نجيب على التساؤل بكل ثقة من أن أبناء جبل حبشي في هذه الظروف الصعبة جداً قد استطاعوا أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء ..؛ لا بل والايام والشهور والسنين لمنتصف سبعينيات القرن الماضي عندما كان الأباء بقيادة الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي يصنعون تعاوناً خدمياً لا يقارن في جبل حبشي ،فلقد شقوا الطرق بأيديهم المكافحة ، وبأدواتهم البسيطة والتقليدية ،فهاهم اليوم يرصون تلك الطرق بتبرعات أبنائهم المغتربين الذين نحييهم فرداً فرداً ونشد على أياديهم ، ونطالبهم بنشر هذا الوعي التعاوني لزملائهم من المناطق الأخرى في جبل حبشي للاقتداء ،،، والسلام ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق